صدر عن مؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان كتاب جديد للروائي اللبناني، والشاعر، جورج شامي، بعنوان "زورق على شاطئ الانتحار"، تزيِّن غلافه لوحة بريشة الفنان منير أبو دبس، زميل الكاتب على مقاعد الدِّراسة.
إهداء الكتاب: "إلى روح غزالة أحلامي، أليدا، التي ركع لها المجوس، وصلّوا". ويوضح الكاتب: "كتبتُ هذه الشَّذرات على دفعتَين، الأولى عام 1949، والثَّانية عام 1955، وأنا في قمَّة المراهقة؛ فجاءَت مشحونةً بالقلق والإحباط واليأس. وقد رفضَتْها آنذاك زوجتي لأنَّها خاليةٌ من أيِّ بريق بعيد الرُّؤية والأمل بمستقبل زاهر... ولكنَّني لم أتخلَّص منها، بل حافظتُ عليها في أدراج الرِّياح العاتية، تعصفُ بها وتطير، كلَّما عصفَت عواصفُ الحنين إلى الذِّكريات... وأنا، اليومَ، أنشرُها على المَلأ، من دون أيِّ تحريف، غيرَ هَيَّاب في غياب مَن كانت غزالةَ أحلامي".
ومن الكتاب:
1
أنا مَيْت، تحدَّيت الزَّمان
أقدامي مائعة
تغرسُ في العَدم
حياتي بياضٌ باهت
مريض.
حركتي انتهاءٌ وتلاشٍ.
وهمي ارتجافٌ ومحبَّة.
تكاملٌ ونار.
***
تابوتي سرعة نسبيَّة؛
دورانٌ أعمى.
خطٌ مستقيم، عليه جثَّة
نفسٌ فارغة مخيفة.
***
قبورٌ معتنة، يحياها جسد
ملَلٌ أخرس يملأ الفراغ
***
على ظهري تمدّدتُ
عينايَ آفاقُ... اسوداد
روحي خريفٌ...
ذبولٌ، تفكّكٌ وارتماء.
2
جامدٌ تُحدِّقُ بي رمال،
عليها خيال...
سأزوي وتبقى، تحدِّقُ بعدي.
نزوي ألوفًا
نزوي مئات
نزوي جميعًا
وتبقى، رمالاً عليها خيال!
3
غابتِ الشمسُ عن واديَّ.
أين أنا...؟ في أيِّ غروب...؟
تهدَّلت الظُّلمات
تظلِّل شحوبي...
فأيُّ كهفٍ يرجِّع صداي؟
***
إنشلَّت بي رؤيتي
انمسَحَت الأبعاد
فأيُّ بدايةٍ هي نهايتي...؟
4
على شفير الكون
تمتدُّ هوَّة حمراء.
أعصابي تتجمَّد...
***
تكاملٌ أصفر...
خطوطٌ محدَّدةٌ في غيب
مضعضعة بالأسود.
خيالي يتطاول،
يصدُمُه فراغ.
قدمٌ في العَدم
كفٌّ في البَدءِ.